فى مسيرة العطاء والنجاح التى يقدمها قطاع البترول يبرز دور المرأة التى عندما تجد تمكيناً حقيقياً تتفوق، تتعدد النماذج منهن اللائى تقدمن وتوظفن كل إمكانياتهن من أجل دعم ونجاح وتفوق وتطور منظومة الصناعة البترولية.
وفى مسيرة صانعات النجاح نستعرض وننقل من رؤية وخبرة سيدتين فى دائرة القيادة البترولية ، إحداهن فى وزارة البترول والثروة المعدنية وتتمتع بخبرات متنوعة هندسية وحياتية وهى المهندسة شيرين سلامة مساعد رئيس شركة والمشرف على الخدمات الهندسية - قطاع شئون البترول بوزارة البترول والثروة المعدنية والثانية المهندسة نهال فتحى خليل مدير عام الإعلام بشركة المشروعات البترولية والاستشارات الفنية «بتروجت» التى اعتادت أن تواجه التحديات وتحقق النجاحات.
المهندسة شيرين سلامة ..
مواكبة التطور والرقمنة والحداثة فرصة مثالية لزيادة تمكين المرأة
................................................؟
• قطاع البترول المصرى حلم كل مهندس للالتحاق به لما ينفرد به من موارد عظيمة ومشروعات كبرى وهيئات وشركات على مستوى الجمهورية تمنح موظفيها الخبرات الكثيفة والمتنوعة ، وبالرغم من كونى من أوائل الدفعة وتلقيت خطابات بالتعيين فى شركات عدة إلا أنى فضلت اختيار الطريق الأصعب والنزول للموقع وكان فى برج العرب وكنت من قاطنى القاهرة وقت ذلك.
................................................؟
• مقولة ، على الرغم من تعاظم مشاركة المرأة فى المجالات كافة إلا أن تواجد الرجل ما زال يطغى على المجالات العلمية ومنها الصناعة البترولية، حقيقية إلى حد ما ولكنها تحمل مبدأ الكم وليس الكيف فهناك بعض الأعمال التى تتطلب طبيعتها دور أكبر للرجل فيها مثل الميكانيكا والتركيبات ولكن هناك وظائف أخرى دور المرأة فيها يضيف الكثير مثل الديكور والعلاقات الدولية والتنظيم والعلاقات العامة مثلًا ، فليس المهم عدد النساء أمام الرجال، المهم توظيف كل فيما يضيف ويحسن فيه.
................................................؟
• أشكر الله أن منحنى أسرةً تعيننى على عملى بل وتدعمنى وتشجعنى وتتحملنى إن قصرت يوماً ، وقد علمنى أبى رحمه الله وهو أحد قادة القوات المسلحة
(لواء أركان حرب وحاصل على وسام الجمهورية ) علمنى الولاء والأنتماء للوطن وأن أسعى ولا أختار لنفسى ولكن أترك ذلك لله، وهناك مقولة أمى التى نشأت عليها «إذا كان السلم يستخدم للصعود للمرتفع فإن أبناء الوطن هم الوسيلة التى يصعد بها الوطن إلى المكانة السامية» علاوة على أنها النموذج الناجح للمرأة التى تقلدت منصب وكيل وزارة ولم يؤثر ذلك على كونها أم وزوجة ناجحة، وزوجى رفيق دربى ونجاحى وداعم لتقدمى حيث أنه مهندس وتقلد مناصب قيادية عالية ويقدر قيمة العمل وكلانا بفضل الله يشجع الآخر على التقدم والإرتقاء وتحمل الصعاب للوصول لذلك.
................................................؟
• بالطبع نعم لأن التحول الرقمى سيخلق الكثير من الفرص والتخصصات المبتكرة التى تسهل على المرأة صعوبات العمل ومعوقاته مثال العمل من المنزل وسهولة التواصل عن بعد ، كما سيوفر فرص عمل جديدة فى مجالات متنوعة مثل الهندسة والتكنولوجيا والبحث العلمى، بالتالى، يمكن أن يكون للنساء المصريات فرص أكبر للمشاركة فى هذه المجالات، خاصة أن القطاع يشهد اهتمامًا متزايدًا بدعم التنوع والمساواة.
• هناك مؤشرات تدل أن وزارة البترول والثروة المعدنية وشركاتها تضع الحلول وتشجّع المرأة على الدخول والعمل فى القطاع ، على سبيل المثال، فى مؤتمرات ومعارض إيجبس يكون هناك جلسات مخصصة لتمكين المرأة فى الطاقة للعمل والولاء والأخلاص للوطن، كما يتم تسليط الضوء على قصص نجاح السيدات فى مجالات مختلفة داخل شركات البترول ، وذلك إلى جانب البرامج التدريبية وفرص التوظيف الموجهة لإعداد القادة.
................................................؟
• هناك بعض الصعوبات متعلقة بالحركة والتفهم لدور المرأة وأهمية عملها ولكن أظن أن أصعب التحديات هى اللحاق بركب التطور التكنولوجى والرقمنة الذى يسير بسرعة فائقة وعلى الجميع العمل على مواكبته.
................................................؟
• كل محطة فى حياتى أثرت خزائنى المهنية بشئ ما حتى أصعب الأوقات والتحديات كانت فترة الدروس المستفادة، ولكن المحطة المشرفة والتى أظن أنها وسام شرف السنين المهنية السابقة هى مشروع الانتقال لمبنى وزارة البترول والثروة المعدنية بالحى الحكومى بالعاصمة الإدارية وتواجدى ضمن اللجنة المختصة بالمشروع وإشرافى على نقل وتسكين واستكمال أعمال التجهيزات وكذلك أعمال الإشراف على تصميم وتنفيذ مركز التحكم والقيادة الاستراتيجى والذى يعد الثانى على مستوى الشرق الأوسط ، وهنا أتوجه بالشكر والتقدير للقيادة السياسية وكل القائمين على مشروع العاصمة الإدارية والحى الحكومى لاكتماله فى أصعب أوقات مر بها العالم من وباء وتحديات اقتصادية وحروب ، كما أخص بالشكر كل القيادات التى شرفت بالعمل تحت رئاستهم وفريق العمل الذين لولاهم ما تحقق النجاح.
................................................؟
• أتوقع للمرأة مزيدًا من التواجد والرفعة لأن ذلك من ضمن رؤية الوزارة فى الفترة الحالية والتى نقلها لنا السيد وزير البترول المهندس كريم بدوى وأشار أنها إحدى ركائز التنمية، كما أفخر بتواجدى مع جيل جديد من الزميلات تلقين وتحملن أفضل الدرجات والرسائل العلمية المتطورة كما تحملن راية التطور والرقمنة والحداثة وتطوير منظومة الاختبارات والاختيار وتحديد الأدوار ليكون الشخص المناسب فى المكان المناسب لتحقيق أقصى استفادة.
والمهندسة شيرين سلامة حاصلة على بكالوريوس هندسة - تخطيط عمرانى- جامعة عين شمس بتقدير امتياز والتحقت بالعمل بشركة الشرق الأوسط لتكرير البترول عام 1997 ومن أهم المشروعات التى عملت بها معمل تكرير ميدور الاعتماد الفنى والمتابعة لمبانى المشروع / برج العرب - المبنى الإدارى/ القاهرة وميدتاب رصيف المنتجات البترولية - ميناء الدخيلة ومشروع المبنى الإدارى لوزارة البترول والثروة المعدنية (مدينة نصر) وتجديد وتأثيث مقر مجلس الوزراء بالإسكندرية وتصميم والاشراف على تنفيذ أجنحة قطاع البترول والثروة المعدنية المصرى داخل وخارج جمهورية مصر العربية إيجبس - أديبك - موك ... ومشروع انتقال وزارة البترول والثروة المعدنية للحى الحكومى بالعاصمة الإدارية ومشروع مركز التحكم والقيادة الاستراتيجى - وزارة البترول - الحى الحكومى ، ولجنة تحكيم مسابقة مبنى الشركة القابضة للبتروكيماويات وحصلت على الدورة التدريبية فى المبادرة الوطنية لتأهيل قادة مصر الرقمية.
الدكتورة المهندسة نهال خليل ..
الآن الوقت المناسب
أتوقع تحقيق المرأة للمزيد من قصص النجاح فى منظومة عمل البترول المصرية
................................................؟
• فى البداية أنا شغوفة جدًا بمجال الهندسة وخاصة الهندسة المعمارية ، وأضفى إلى العمل فى شركة بتروجت والتى تعتبر الذراع التنفيذى لقطاع البترول ، حيث تخصصت فى أعمال التصميم وتنفيذ التشطيبات وأعمال التأثيث للعديد من المنشآت البترولية والتى استدعت التواجد لوقت كبير فى مواقع التنفيذ ، وواجهت العديد من الصعوبات التى تواجه أى امرأة مقبلة على العمل فى مجال ، وفق الأنماط الذهنية السائدة وقتها، فيه الرجال أكثر عددًا ، وعلينا السعى وأن نثبت تميزنا حتى نكتسب مزيدًا من الثقة وأننا قادرات على العطاء وأداء عملنا بإتقان .
................................................؟
• هذه المقولة أصبحت غير صحيحة فى المجمل، فالعمل الجاد والأداء المتميز والتركيز على تحقيق النتائج والتقدم هى المعايير الوحيدة والمقاييس الحقيقية للنجاح ، حيث تمكنت السيدات من اقتحام مجال يهيمن عليه الرجال وإثبات ذاتهن بقوة ، فتمثل المرأة حالياً حوالى 30% من إجمالى العاملين فى قطاع البترول المصري ، وأكثر من 33% منهن فى مناصب قيادية وتنافسن بقوة ولهن دور فعال فى مختلف المواقع والحقول ، وهو ما يلزم بأن تبذل المرأة مجهود أكبر للحفاظ على تلك المكتسبات واستغلال الدعم القائم لتتمكن من تبوء مناصب قيادية وتنفيذية أكثر بالقطاع.
................................................؟
• الحقيقة لم أواجه هذا التحفظ، حيث أن زوجى مهندس ميكانيكا، ويعمل بشركه بترول، لذا فهو يقدر طبيعة العمل ومشاقه ويشجعنى على النجاح، كما أننى حريصة قدر الإمكان على تحقيق التوازن بين العمل والمنزل ومهمتى فى بيتى وكأم.
................................................؟
• أكيد أن التوسع فى مجالات الطاقة الجديدة والمتجددة سيوفر فرص عمل أكثر للمرأة حيث أن تعدد المجالات سيؤدى إلى التنوع فى بيئة العمل وتوفير فرص عديدة ومتساوية للجميع.
................................................؟
• علينا استثمار سعى وزارة البترول والثروة المعدنية لزيادة عدد السيدات فى المواقع القيادية لتحقيق المزيد من التنوع فى المراكز بين السيدات والرجال فى كافة أنشطة البترول والغاز ، حيث أن تمكين المرأه هو جزء أساسي من استراتيجية العمل البترولى ويتم بشكل ملحوظ والوزارة مهتمة دائماً بالمرأة تحتفى بدورها وتسلط الضوء على إنجازاتها ونجاحاتها وتشجيعها على التميز ، كما تهتم الشركات وخاصة شركة بتروجت بتقديم برامج لإتاحة فرص تطوير قدرات المرأة على الصعيدين المهنى والشخصى.
................................................؟
• أعتقد أن من أكثر الصعوبات التى تواجه المرأة فى مجال صناعة البترول هى صعوبة تحقيق التوازن بين العمل والظروف العائلية، خاصة فى حالة العمل فى مواقع المشروعات والتى تحتاج إلى الكثير من العمل المتقن والجهد المضاعف وتستدعى البقاء لساعات متأخرة من اليوم ، حيث من الواجب عليها أن لا تقصر فى عملها ولا تجاه عائلتها، والشخص الوحيد الذى من الممكن أن تقصر فى حقه هو نفسها .
................................................؟
• بالطبع التطور التكنولوجى كان له أكبر الأثر فى تقليل هذه الصعوبات ، حيث أن هنالك الكثير من الفرص التى تتوفر للنساء الناجحات دائماً لتطوير مهاراتهن وقدراتهن الذاتية والمعرفية ، كما أسهم التطور التكنولوجى فى توفير الوقت والمجهود ومكن المرأة من أداء الأنشطة التى تقوم بها فى نطاق أسرتها وخاصة ما يتعلق بتربية أبنائها بسهولة أكبر ،كما ساهم بشكل كبير فى تغيير النظرة لدور المرأة فى المجتمع ودورها الأساسى فى التطور والتقدم.
................................................؟
• المحطة الأبرز فى مسيرتى المهنية كانت فى عام 2015، هى التحول من العمل فى مجال التصميم والتنفيذ المعمارى إلى مجال الإعلام، فأصبحت مديرة إدارة الإعلام بشركه بتروجت و مسئولة عن إقامه المعارض والمؤتمرات وتجهيز الزيارات والافتتاحات الهامة للمشروعات، بالإضافة إلى أعمال النشر والتوثيق وإصدار جميع المطبوعات الخاصة بالشركة ، وخلال تلك الفترة حصلت بتروجت على جائزة أفضل جناح بمعرض ومؤتمر MOC لعامين متتاليين 2018 و 2019 كما حصلت على جائزة المرأة القيادية فى مجال الطاقة وتم تكريمى فى ختام فعاليات معرض ومؤتم مصر الدولى للطاقة EGYPS .
................................................؟
• توقعاتى هو تحقيق المرأة للمزيد من قصص النجاح فى منظومة عمل البترول المصرية والتى شهدت على مدار عمرها عددًا مميزًا من السيدات الناجحات واللاتى تقلدن مراكزًا مرموقة فالنساء يتمتعن بميزة خاصة وهى التحدى والإصرار للوصول الى الهدف لذلك فهن قادرات على الانطلاق بكل ثقة واقتدار ، لذلك يجب إعطائهن فرص تمثيل أكبر فى المناصب القيادية، كما يجب على المرأة أن تثبت نفسها وأن تصر هى بنفسها أنها تريد النجاح وعليها أن تتغلب على رهبة العمل فى مواقع العمل المختلفة وأن تدرك أن مشاركة المرأة فى العمل تسهم فى تعزيز الابتكار والإبداع والعطاء والمثابرة وتؤمن بالعمل بروح الفريق الواحد وكذلك التنافسية .. مما يخلق بيئة عمل مثالية تعود على المجتمع والوطن بالكثير من الفوائد.
ونهال إبراهيم فتحى خليل التى تشغل حاليًاً مدير عام الإعلام بشركة بتروجت ، حاصلة على بكالوريوس هندسه معمارية من جامعة القاهرة 1989، ودبلومة فلسفة التصميم المعمارى - جامعة القاهرة 1992، وماجستير إدارة الأعمال – الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا 2017 ، ودرجة الدكتوراة فى إدارة الأعمال – الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا 2024، وتدرجت فى وظائف متنوعة منذ عام 1994 فبدأت مهندسة تصميم بشركة النصرللإسكان والتعمير ومن 1994-2003 عملت مهندسة تصميم وتنفيذ بشركه بتروجت ومن أهم أعمالها ، أعمال تجديد تشطيبــات وتأثيث مبنى الشركـــة بالنزهة الجديدة ، ومن 2003-2010 مدير إدارة العمارة الداخلية ومن أهم أعمالها المشاركـة فى أعمال تشطيبــات وتأثيث نادى بتروسبورت – نادى سكاى – قرية جيت بيتش بالسخنة–قريه بتروبيتش الساحل الشمالى وتولت فى الفترة 2010-2015 مديرعام مساعد العمارة الداخلية وشهدت تلك الفترة أعمال تشطيبات وتأثيث مبنى الفرع الشمالى للشركة – مبنى المركز الرئيسى الجديد للشركة بالتجمع الخامس ومن عام 2015- حتى الآن تتولى مدير عام الإعلام .