تتجه أنظار العالم أجمع حالياً نحو اجتماعات مجموعة دول بريكس فى ظل الأزمات العالمية المتتالية كأحد المجموعات القادرة على دعم الدول التى تعانى من الأزمات الاقتصادية من ناحية وكأحد التكتلات التى تهدد هيمنة الدولار الأمريكى على الاقتصاد العالمى من ناحية أخرى ، ولكن ما معنى مصطلح البريكس؟ وما هو منشأه؟ سنتعرف على ذلك فى السطور التالية ...
تعريف
مصطلح بريكس BRICS هو اختصار للأحرف الأولى من دول البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا ، وهو مصطلح محدث بعد أن كان سابقاً بريك BRIC نسبة للدول الأربع الأولى التى أسست المجموعة فى عام 2009 ، ولكن بعد دعوة جنوب أفريقيا للانضمام فى عام 2010، تم تحويله إلى بريكس ، وأظهرت الدول الخمس الأعضاء فى المجموعة امكانات كبيرة للنمو الاقتصادى ، ويعتبر البعض هذه الدول بأنها ستصبح المورد المسيطر على المنتجات المصنعة والخدمات والمواد الخام للعالم بحلول عام 2050 .
الخلفية التاريخية للبريكس
قبل انشاء المجموعة رسمياً ، فى عام 1990 ، كانت الدول الأربعة المؤسسة للمجموعة يحسب لها نسبة 11% من الناتج المحلى الاجمالى العالمى ، وبحلول عام 2014 ، أصبحت نسبة الدول الخمس الأعضاء فى المجموعة فى الناتج المحلى الاجمالى العالمى 30% ، وعادة يحضر قادة الدول الأعضاء قمم للمجموعة بانتظام ويتوافقون على مصالحهم المشتركة حيث عقدت المجموعة أول قمة رسمية لها فى عام 2009 وركزت على تحسين وضع الاقتصاد العالمى واعادة تكوين المؤسسات المالية وناقشوا امكانية زيادة التعاون بين الدول الأربعة فى المستقبل.
منشأ مصطلح البريكس
فى عام 2001 ، ابتكر الاقتصادى البريطانى جيم أونيل ، العامل بمؤسسة جولدمان ساكس ، مصطلح بريك BRIC وتوقع أن تصبح هذه الدول الأربعة أسرع اقتصادات تنمو حول العالم ، ولم تذكر فرضيته أن هذه الدول ستكون تحالف سياسى أو مجموعة تجارية رسمية ، ولكن أكد على أنهم لديهم قوة كبيرة كجبهة اقتصادية.
امكانية مواجهة المجموعة لهيمنة الدولار الأمريكى
هناك اتجاه قوى داخل مجموعة البريكس لاطلاق عملة عالمية عكسية جديدة مدعومة بسلة من عملاتهم المحلية لمواجهة الدولار الأمريكى واليورو وسيطرتهم العالمية ، وتقليل الاعتماد العالمى عليهم ، بهدف خدمة مصالحهم الاقتصادية وتقوية العلاقات الاقتصادية بين الدول الأعضاء وتقليل تأثير الولايات المتحدة الأمريكية على الساحة الدولية وتخفيض التوجه السائد للدولار الأمريكى كعملة الاحتياطى النقدى حول العالم وتشجيع الدول الأخرى لتكوين تحالفات لتطوير العملات المحلية اقليمياً وتقليل المخاطر المصاحبة للتقلبات العالمية الناتجة عن الاجراءات والقرارات الاحادية للدولار الأمريكى وتقليل الاعتماد عليه.
امكانية توسع المجموعة
منذ انضمام جنوب أفريقيا للمجموعة ، طلبت عدة دول الانضمام للمجموعة ومن ضمنها مصر والسعودية ، وفى ظل سعى روسيا والصين لحلفاء جدد لمواجهة الغرب ، اتجهت المجموعة لقبول انضمام أعضاء جدد ، وأكد الاقتصادى جيم أونيل أن انضمام دول جديدة للمجموعة يجب أن يشترط له أن تكون دول يتخطى تعدادها الـ 100 مليون نسمة ، وذلك لتتمكن من مواجهة هيمنة الدولار الأمريكى.
استفادة مصر من الانضمام للمجموعة
كتب موقع الأهرام أونلاين أن مصر قد تستفيد من أربعة نقاط من خلال انضمامها لمجموعة البريكس وهى تخفيض الاعتماد على الدولار الأمريكى والذى تعانى من نقصه بشدة مصر منذ حوالى عامين من خلال تبنى عملة جديدة قد تطرحها مجموعة البريكس ، بالإضافة إلى فتح المجال أمام جذب استثمارات جديدة للاقتصاد المصرى حيث انضمت مصر بالفعل لبنك التنمية الجديد التابع لمجموعة البريكس فى شهر مارس 2023 وأن المجموعة تستهدف استبدال البنك الدولى وصندوق النقد الدولى بالبنك التابع للمجموعة ، وزادت نسبة استثمارات الدول الأعضاء فى مجموعة البريكس فى مصر بنسبة حوالى 46% خلال العام المالى 2021 / 2022 ، فضلاً عن دعم التبادل التجارى حيث لدى مصر بالفعل حجم تجارة كبير مع الدول الأعضاء فى المجموعة وقد يزداد بشكل أكبر من خلال انضمام مصر للمجموعة ، علاوة على تأمين امدادات السلع الاستراتيجية حيث ناقشت مصر سابقاً مع روسيا والهند تجارة عدة سلع استراتيجية بالجنيه المصرى وعملاتهم المحلية وقد تؤتى هذه المحادثات بنتيجة من خلال انضمام مصر للمجموعة.