فى مسيرة العطاء والنجاح التى يقدمها قطاع البترول يبرز دور المرأة التى عندما تجد تمكيناً حقيقياً تتفوق، تتعدد النماذج منهن اللائى تقدمن وتوظفن كل إمكانياتهن من أجل دعم ونجاح وتفوق وتطور منظومة الصناعة البترولية.
وفى مسيرة صانعات النجاح نستعرض وننقل من رؤية وخبرة المهندسة إيمان وافى مساعد رئيس الهيئة لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات (سابقاً).
المهندسة إيمان وافى :
متفائلة بمستقبل المرأة فى قطاع البترول المصرى
العمل الجاد بروح الفريق وكونك قيمة مضافة حقيقية هو عين النجاح
فى زمن تتسارع فيه وتيرة التغيير وتتصاعد فيه أهمية التكنولوجيا، تبرز نماذج نسائية مصرية استطعن تبوأ مكانة قيادية فى عملهن بقطاع البترول المصرى ومسيرتهن الحياتية ومن بين هذه النماذج الملهمة، تبرز مسيرة المهندسة إيمان وافى فى مجال التحول الرقمى بقطاع البترول المصرى، لتؤكد أن التميّز لا يعرف نوعًا، بل يتطلب رؤية وقدرة وابتكار.
................................................؟
• منذ بداياتى، لدى شغف حقيقى بالتكنولوجيا وكيف يمكن أن تحدث فرقًا حقيقيًا ، واخترت العمل فى قطاع البترول لأنه يمثل أحد أكثر المجالات تقدمًا واعتمادًا على التكنولوجيا فى الاقتصاد المصرى، وأؤمن أن التحول الرقمى يمكن أن يغير قواعد اللعبة فيه وطبعًا هذا كان فعلًا حلم فى أواخر الثمانينات عند التحاقى للعمل بالقطاع ، وقد بدأت رحلتى فى قطاع البترول بعد دراسة متخصصة فى هندسة نظم المعلومات - كلية هندسة عين شمس ، ثم التحقت بالعمل بشركة جابكو أكبر كيانات القطاع فى ذلك الحين تحت رئاسة مهندس حمدى البنبى رحمه الله وكان يقوم بالمقابلة الشخصية بنفسه للمرشحين للالتحاق بالشركة وكرّست جهودى لتطبيق نظم التحول الرقمى فى بيئة معقدة تتطلب دقة عالية واستمرارية تشغيل لا تحتمل الأخطاء ، وقد تعلمت الكثير من أساتذتى وزملائى رغم التحديات التى واجهتها، سواء من حيث البيئة الذكورية أو الطبيعة التقنية الدقيقة للعمل، فإن الدافع الأساسى لى كان دائمًا هو رغبتى فى ترك أثر حقيقى، وإثبات أن المرأة قادرة على قيادة التغيير فى أصعب المجالات، وأرى فى كل تحدٍ فرصة لتقديم حلول مبتكرة، وفى كل مشروع مساحة لإعادة تعريف الممكن.
................................................؟
• لا يمكن إنكار أن قطاع البترول – كغيره من القطاعات العلمية والصناعية – ظل لفترات طويلة محصورًا فى إطار ذكورى، سواء بحكم طبيعته التقنية أو لطبيعة بيئة العمل الميدانية فيه ، ولكن الواقع بدأ يتغير بالفعل منذ سنوات ، أنا لا أنظر للأمر من زاوية «من يطغى على من»، بل من زاوية «من يضيف قيمة حقيقية» ، وإذا كانت المرأة تملك المؤهلات والرؤية والقدرة على الإسهام، فلن يمنعها شىء من إثبات حضورها، حتى فى أصعب المجالات.
................................................؟
• تجربتى فى تأسيس إدارة تكنولوجيا المعلومات بالشركة الفرعونية للبترول فى بدايات عام 2009 خير دليل على هذا، حيث تم اختيارى لهذه المهمة الفريدة من نوعها بناءً على ما قدمته خلال عملى فى جابكو ، حيث توليت مسؤولية تأسيس وتطوير بنية تكنولوجيا المعلومات من الصفر، فى وقت كانت فيه الشركة تمر بمرحلة تخارج من شركة جابكو وتشهد توسعًا كبيرًا وهى مازالت فى مرحلة التأسيس وتحتاج إلى بنية رقمية قوية تدعم خططها التشغيلية والاستراتيجية ، ولقد عملت على وضع استراتيجية شاملة لتأسيس منظومة تكنولوجيا المعلومات، شملت اختيار الأنظمة المناسبة، وتكوين الفريق، وبناء البنية التحتية الرقمية، مع الحرص على أن تكون جميع الحلول متوافقة مع طبيعة قطاع البترول ومتطلباته الأمنية والتشغيلية، وكذلك قمت بقيادة مشروع إعداد مبنى إدارى جديد للشركة وحرصت على دمج حلول التكنولوجيا الذكية فى تجهيز المبنى، بما فى ذلك أنظمة إدارة المبانى (BMS) ،(Building management system) وقاعات تحكم رقمية، وشبكات بنية تحتية حديثة تدعم التحوّل الرقمى بالكامل، مع التركيز على توفير بيئة عمل مرنة ومحفزة للموظفين، تدعم الاستدامة وكفاءة استهلاك الطاقة ،وكان التحدى الحقيقى هو تنسيق الجهود بين فرق عمل متنوعة تشمل المتخصصين فى الأمن الصناعى، وتكنولوجيا المعلومات، والمشتريات، والإدارة المالية، ودعم الأعمال، وغيرها ، وقد نجحت ، بحمد الله ، فى خلق بيئة عمل قائمة على التعاون والتكامل ، مع الحفاظ على وضوح الرؤية وتحديد المسؤوليات بدقة وبناء جسور تواصل فعّالة، وهو ما ساهم فى تحقيق نتائج ملموسة ضمن الجداول الزمنية والموازنات المحددة.
................................................؟
• كان دعم العائلة حاضر منذ اللحظة الأولى، آمنوا بقدراتى وشجعونى على خوض هذا المسار، رغم معرفتهم بتعقيدات العمل وصعوبته، والحقيقة أن هذا الدعم المعنوى من الوالد والوالدة رحمهما الله ثم أخواتى وعائلاتهم كان عنصرًا أساسيًا فى استمرارى وتقدّمى، وساهم فى تعزيز ثقتى بنفسى، وكنت دائماً أستمد من دعمهم طاقة إضافية للاستمرار والتقدّم تمنحنى دفعة قوية فى الأوقات الصعبة.
.........................................؟
• فى الحقيقة ، وزارة البترول والثروة المعدنية تتخذ خطوات ملموسة لتعزيز مشاركة المرأة فى القطاع، من خلال مبادرات وبرامج تهدف إلى تمكينها وتوفير بيئة عمل داعمة ، وتجربتى بالعمل كمساعد الرئيس التنفيذى بالهيئة المصرية العامة للبترول خير دليل على التزام الوزارة بتمكين المرأة فى مواقع اتخاذ القرار ولقد حرصت الوزارة مؤخرًا على تعيين سيدات فى مناصب قيادية مهمة، مثل نواب رؤساء الشركات القابضة ورؤساء شركات ، كما تحتفى الوزارة بدور المرأة فى القطاع والحقيقة أن حصولى عام 2023على جائزة Legacy Award فى احتفالية She is Energy كان محطة فارقة فى مسيرتى المهنية حيث أن جائزة Legacy Award تحديدًا تُمنح لمن تركت أثرًا مستدامًا فى مجالها ، ومن ثم فان هذا التكريم لم يكن فقط تقديرًا لمسار عملى وجهودى فى مجال التحول الرقمى بقطاع البترول، بل كان أيضًا رسالة دعم قوية لكل امرأة تعمل فى هذا القطاع الحيوى بأن دورها معترف به وقادر على إحداث فرق حقيقى.
................................................؟
• عن تجربة شخصية، واجهت عددًا من التحديات طوال مسيرتى بعضها مرتبط بطبيعة العمل، وبعضها الآخر ناتج عن قلة التمثيل أو الصورة النمطية المسبقة، كما أن الحفاظ على التوازن بين الحياة المهنية والأسرية فى بيئة تتطلب التفرغ الكامل والتفرعات التقنية قد لا يكون دائمًا سهلاً والتوازن بين عملى ومشاركتى فى برنامج تطوير قطاع البترول المصرى كان تحديًا ومسؤولية فى آنٍ واحد حيث كان من الضرورى أن أوازن بين متطلبات العمل التنفيذى من جهة، ومشاركتى الفعالة فى برنامج تطوير وتحديث قطاع البترول المصرى منذ بدايته فى عام 2016 حيث حرصت على أن تكون مشاركتى فى البرنامج فاعلة وليست شكلية وسعيت دائمًا لتقديم نموذج يُحتذى به من حيث الكفاءة والانضباط والقدرة على تحقيق نتائج ملموسة ولقد شرفت بقيادة فريق العمل لإعداد وتنفيذ الدورة الأولى من برنامج القيادات الشابة والمتوسطة وكذلك برنامج بناء القدرات لفرق سلامة العمليات فى دورتيه الأولى والثانية ومع تقدمى فى المسؤوليات، حرصت دائمًا على فتح المجال أمام زميلات أخريات، من خلال التدريب، والتوجيه، ومنح الفرص الفعلية لإثبات الذات وكذلك من خلال مساهماتى منذ تأسيس women in energy network فى عام 2022.
................................................؟
• حصولى على جائزة التحول الرقمى لعام 2024 شكّل تتويجًا لمسيرة طويلة من العمل الجاد والالتزام بتحقيق نقلة نوعية فى بنية تكنولوجيا المعلومات داخل قطاع البترول ولم تكن مجرد تكريم شخصى، بل اعتبرتها شهادة تقدير جماعية لكل الجهود التى بُذلت من قبل فرق العمل التىتشرفت بقيادتها، ولكل خطوة اتخذناها نحو بناء قطاع أكثر كفاءة، ومرونة، واستعدادًا للمستقبل ، وفى نهاية مسيرتى العملية شرفت بإنشاء أول تطبيق سحابى مركزى بالهيئة لخدمة كافة شركات القطاع، وهو ما سيساعد على توحيد المعايير وتقليل التكاليف ولقد كان من دواعى فخرى أن تكلل هذا المسيرة بنكريمى من قبل معالى وزير البترول المهندس كريم بدوى فى احتفالية She is Energy لهذا العام مما يعد تتويجا لمسيرتى المهنية بقطاع البترول المصرى.
................................................؟
• رغم أن كل مرحلة من مسيرتى المهنية كان لها تحدياتها وإنجازاتها، إلا أن المحطة الأبرز بالنسبة لى كانت بلا شك تولى منصب مساعد الرئيس التنفيذى للهيئة لتكنولوجيا المعلومات عام 2022وهذا الدور حمل مسؤولية كبيرة، كونه جاء فى مرحلة دقيقة من تطور قطاع البترول، حيث أصبح التحول الرقمى ضرورة استراتيجية وليس خيارًا.
................................................؟
• من خلال هذا المنصب، أتيحت لى الفرصة لقيادة ملفات حيوية تمس جوهر الأداء المؤسسى للتحول الرقمى بقطاع البترول المصرى ، بدءًا من تطوير البنية التحتية للأمن السيبرانى ، ومنظومة إدارة الأصول والموارد الموحدة بالهيئة وشركات التكرير والتوزيع مرورًا بإطلاق منصات رقمية تبنى تقنيات الذكاء الاصطناعى وتحليل البيانات تخدم كل شركات القطاع فى مجالات الإنتاج والحفر والتحول الطاقى والبيئة ولأمن الصناعى وإدارة فائض المشروعات ،مما أسهم فى رفع كفاءة الأداء، ودعم اتخاذ القرار وصولًا إلى بناء رؤية رقمية متكاملة للقطاع تدعم أهداف الدولة فى التحول نحو اقتصاد رقمى مستدام .
................................................؟
• من بين الملفات الاستراتيجية التى تشرفت بالإشراف عليها هو ملف الاتفاقيات الإطارية فى مجال تكنولوجيا المعلومات داخل قطاع البترول ومن خلال هذه الاتفاقيات تحت مظلة الهيئة، تمكّنا من التفاوض مع شركات التكنولوجيا العالمية لتقديم حلول موحدة لجميع الكيانات البترولية سواء فى مجالات البرمجيات، البنية التحتية، الأمن السيبرانى، أو أنظمة تخطيط الموارد المؤسسى(ERP) ، وتطبيقات الحفر باستخدام الذكاء الاصطناعى وقد ساهم هذا النهج فى تحسين شروط التعاقد، وضمان أفضل جودة بأقل تكلفة، مع سهولة تطبيق المعايير الفنية والإدارية الموحدة ، وتُعتبر الاتفاقيات الإطارية اليوم أحد أعمدة التحول الرقمى فى القطاع، ليس فقط من حيث التقنية، ولكن كأداة إدارية وتنظيمية ، كما شرفت بتمثيل قطاع البترول المصرى وعرض تجربة نجاح منصة بيانات الإنتاج الموحدة لقطاع البترول المصرى بالمؤتمر الرقمى الدولى لشركة شلمبرجير 2024.
................................................؟
• أنا متفائلة بمستقبل المرأة فى قطاع البترول المصرى ، خاصة مع تزايد الوعى بأهمية التنوع وتمكين الكفاءات، ومع التحول الرقمى والتوسع فى الطاقة المتجددة، ستجد المرأة مجالات أوسع لإثبات ذاتها ، فنحن على الطريق الصحيح، ولكن نحتاج إلى الاستمرارية والإرادة المؤسسية لتكون مشاركة المرأة فى الصناعة البترولية قوة داعمة للتنمية، وبكل صدق، رحلتى فى هذا القطاع كانت مليئة بالتعلّم، والنمو، والفرص التى صنعت منى ما أنا عليه اليوم ، وكانت رؤيتى فى القيادة لا تتعلق بالموقع فقط، بل بالتأثير المستدام الذى أتركه فى كل مجال.
والمهندسة إيمان وافى ، حاصلة على بكالوريوس هندسة الحاسب الآلى جامعة عين شمس عام 1987 وشهادة Certified Manager مدير معتمد من جامعة جيمس ماديسون بفرجينيا عام 2014 و وكذلك شهادة Certified Information Systems Auditor مراجع أنظمة معلومات معتمد عام 2015 .
• التحقت بالعمل بشركة جابكو عام 1988 ثم تولت تأسيس وإدارة تكنولوجيا الرقميات والاتصالات بالشركة الفرعونية للبترول عام 2009 حتى تولت منصب مساعد رئيس الهيئة لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات فى بداية عام 2022.
• شاركت فى برنامج تطوير قطاع البترول المصرى منذ بدايته فى عام 2016 و فى عام 2019 تولت قيادة فريق العمل الذى قام بإعداد وتنفيذ الدورة الأولى من برنامج القيادات الشابة والمتوسطة وكذلك الدورتين الأولى والثانية من برنامج فرق سلامة العمليات .
• شاركت كمتحدث ممثلة قطاع البترول المصرى فى عدة مؤتمرات محلية ودولية كان اخرها مؤتمر التحول الرقمى لشركة شلمبرجير فى 2024 حيث عرضت قصة نجاح قطاع البترول المصرى فى إقامة منصة بيانات الإنتاج الموحدة لقطاع البترول المصرى وكذلك مؤتمر MOC2024 حيث استعرضت نجاحات رحلة التحول الرقمى لقطاع البترول المصرى.
• قادت عدة ملفات استراتيجية فى رحلة التحول الرقمى لقطاع البترول المصرى بدءًا من تطوير البنية التحتية للأمن السيبرانى ، ومنظومة إدارة الأصول والموارد الموحدة بالهيئة وشركات التكرير والتوزيع مرورًا بإطلاق منصات رقمية تبنى تقنيات الذكاء الاصطناعى وتحليل البيانات وكذلك ملف الاتفاقيات الإطارية فى مجال تكنولوجيا المعلومات داخل قطاع البترول فى مسيرة نجاح ملهمة استمرت 38 عام فى خدمة قطاع البترول المصرى.